كركوك و.........شيعة علي!!

صديق عزيز ومو شلون ما جان, هاتفني أمس, بعد نشر تعليقي عن كركوك ومو قف الأغبياء, متسائلا وبشيء من الدهشة, عن ما ورد في سياق التعليق, حول مشروع استقلال كوردستان, ودخولها في اتحاد كونفدرالي مع تركيا, كما لو أن العبد لله, صاحب هذا المشروع, أو بات دون أن يدري, , في موقع القادر, مثل ماما أمريكا , على أن يعيد هو الأخر, تشكيل  خارطة الشرق الأوسط, وفق ما يحب ويريد وعلى ضوء مزاجه الليموني!

و...في الواقع مو مهم  تساؤل هذا الصديق المقرون بالدهشة, وإنما ما أعقب ذلك من السؤال عن : لماذا لا يحدث العكس تماما, وبحيث يجري تقديم كل العون المطلوب, للشعب الكوردي من أجل إعلان دولته المستقلة, للدخول في اتحاد كونفدرالي مع الشعب العربي في العراق؟!

وصدقوني كان جوابي وبدون تردد : يا ريت, لان ذلك ما أتمناه صدقا, لقناعتي بأن العلاقات التاريخية وبالخصوص الروابط الكفاحية التي تجمع العرب والأكراد, في مقارعة الظلم والجور, كانت على الدوام, أقوى مما يجمع الكورد مع الترك والفرس, إضافة إلى ذلك, وهذا بالذات, يكتسب عندي أهمية استثنائية, بكل معنى الكلمة, أن مستقبل العملية الديمقراطية للشعب العربي في العراق, يتوقف اليوم بتقديري, على حسن أداء التعامل, وخاصة في وسط شيعة علي, مع المطالب العادلة والمشروعة للشعب الكوردي !

ذلك بالتحديد كان هدفي إذن, من الحديث عن مشروع استقلال كوردستان, ودخولها في اتحاد كونفدرالي مع تركيا, عسى ولعل أن يعيد  البعض وقبل فوات الأوان, قراءة الواقع الراهن على ضوء موازين القوى السائد اليوم, عراقيا وإقليميا وعالميا, إلا إذا كان هناك من يعتقد وعن جهل, أن السائد من موازين القوى بفعل الحراب الأمريكية, يمكن أن يتغيير, بشكل لا تريده ماما أمريكا, على الأقل في غضون القادم من عقود الزمن؟! 

و...ما يهمني اليوم, ويشغل ذهني بالأساس, المواقف السائدة من قضية كركوك, في وسط المثقفين من شيعة علي, والتي للأسف الشديد, تنطلق من بعض الأحكام والتصورات, دون محاولة دراسة ما إذا كانت هذه الأحكام والتصورات, تتطابق أولا مع ما هو سائد على أرض الواقع بالفعل أو لا!

و....... دعونا نتوقف بشيء من التفصيل ,عند بعض ما يجري ترديده هذه الأيام,عن ما يسمى تشدد قيادة التحالف الكوردستاني في مطالبها التعجيزية ....الخ ما بات يتكرار كما لو كان بمثابة حقيقة لا تقبل النقاش أو الجدل,  دون إدراك أن هذه المطالب, التي يعتقدها البعض متشددة, هي في الواقع,ليس فقط  لا تخرج عن ما هو معروف ومنذ أمد بعيد, وإنما باتت في الواقع, متخلفة عن المطلوب, وفقا للاتجاه السائد اليوم على صعيد الرأي العام في كوردستان, وبحيث أن القيادات السياسية الكوردية, تحاول عمليا وبمختلف الوسائل, لجم الرأي العام الكوردي, بحكم تعاطيها, وبشكل واقعي بتقديري, مع السائد من موازين القوى عراقيا وإقليميا وعالميا.

سوف لا أتوقف بالمناقشة, عند مدى صواب أو عدم صواب, مثل هذا التصور عن تشدد مطالب القيادات الكوردية, وإنما أتساءل فقط, لماذا يجري الحديث إذن, عن تشدد مطالب القيادات السياسية الكوردية, دون الإشارة ولو بحرف واحد, إلى أن ما يعتبرونه, مطالب متشددة من قبل القيادات الكوردية, لا يرقى في الواقع إلى مستوى طموح وتطلعات الشعب الكوردي؟!

و....أن يقول المرء( تشدد القيادة الكوردية) ذلك يختلف تماما, من حيث التصور وبالتالي الحكم والاستنتاج عن القول (تشدد الشعب الكوردي)  ! 

تلك قضية جوهرية, لا تتعلق فقط بخطأ الانطلاق, من تصورات لا تستند على الواقع, وإنما  ما يمكن أن ينجم عن التصورات الغلط, من أحكام واستنتاجات بعيدة تماما عن الصواب!    

الإقرار بذلك بتقديري, أكثر من مطلوب, ليس فقط احتراما لوعي المتلقي, وإنما لان ذلك يمكن أن يقود عمليا, إلى تغيير مسار النقاش, حول قضية كركوك, وعلى نحو أكاد أن أقول جذريا!

ليش ولماذا ؟!

لان الاعتراف بأن مطالب القيادات الكوردية, هي دون مستوى المطلوب من قبل الشعب الكوردي, سيقود من هم في موقع الحريص فعلا, على دوام تحالف شيعة علي, مع الشعب الكوردي, إلى البحث وبإخلاص, عن  الأسباب والعوامل, التي تقف وراء هذا التحول الدرماتيكي على صعيد الرأي العام في كوردستان, وبالتحديد بعد سقوط صدام, وبحيث بات الطموح إلى الاستقلال هو السائد اليوم, بين صفوف الشعب الكوردي.

من ترى يتحمل المسؤولية عن هذا التحول في موقف الرأي العام في كوردستان؟!

 

هل تراني وبالذات, بحاجة لتكرار محتوى العشرات من تعليقاتي, التي تتضمن ما يكفي من الإشارات, وبوضوح لا يقبل التأويل, عن التأثير الحاد والسلبي للغاية, الذي باتت تخلفه على الرأي العام في كوردستان, حملة الحقد والكراهية, ضد الشعب الكوردي في المواقع الصدامية على شبكة الانترنيت, وفي الطليعة مستنقع كتابات وكادر الدعارة إلى جانب فضائيات العهر وبالتحديد بعد سقوط صدام؟!     

و......اليوم في ذات الوقت الذي يواصل حثالات صدام, ارتكاب المزيد من البشاعات والجرائم ويوميا, ضد شيعة علي وبمنتهى الحرية, يعمدون إلى تسعير نار الحقد والكراهية ضد الكورد, نتيجة عجزهم بالتحديد, عن تنفيذ جرائهم القذرة, بذات القدر من السهولة في كوردستان, لان الكوردي تعلم كيف أن لا يكون في موقع الضحية بعد اليوم!

في هذا الوقت بالذات, وعوضا عن لجوء شيعة علي, لطلب العون من أشقاءهم الكورد, والاستفادة من قدراتهم وخبراتهم, للمساعدة في مواجهة الإرهابيين والقتلة في مدن الفرات والجنوب العراقي, يحدث العكس تماما, وبحيث ترى الكثير, ممن يكتبون من منطلق الدفاع عن شيعة علي, يشاركون وبدون وعي, في حملة الحقد والكراهية, التي يقودها سوية حثالات صدام وسائر القومجية وعفالقة ماما أمريكا... ضد الشعب الكوردي!

و....هل حقا ( كوردستان عدو الله) ولماذا وعلى شنو؟!

دفاعا عن الأنذال من شيعة علي, الذين ارتضوا أن يكونوا, سكين الجلاد لذبح أشقائهم من الكورد والتركمان والكلدواشورين في كركوك؟!

ترى ماذا فعل فرسان جريمة التعريب من شيعة علي, يوم أنتفض أشقائهم ضد الطاغية في مدن الفرات والجنوب؟! ماذا فعل فرسان جريمة التعريب من شيعة علي, لمناصرة أشقائهم يوم فشلت الانتفاضة, واجتاحت قطعان الهمج العفلقية تستبيح الأرض والعرض, في مدن الفرات والجنوب, ولم تتوانى حتى عن قصف ضريح سيد الشهداء, الذي يتبارى اليوم زورا فرسان جريمة التعريب في أحياء ذكراه في شوارع كركوك ؟!

وإذا كان الفرات والجنوب بعيدا, وفات فرسان جريمة التعريب من شيعة علي, شرف المشاركة في الانتفاضة ضد الطاغية, ترى لماذا شاركوا إذن قطعان صدام القتال وبمنتهى الضراوة, يوم حاولت جحافل البيشمركة الكوردية تحرير كركوك من سطوة العفالقة الأنجاس؟!       

و...قبل هذا وذاك, لماذا كل هذه الخشية, من العودة إلى موطن آباءهم وأجدادهم, في الفرات والجنوب, للعيش من جديد ضمن محيطهم الاجتماعي والطبيعي, وبعيدا عن أجواء التوتر وعدم الاستقرار والمستقبل المجهول؟!  

وماذا ترى سيكون موقف القوى السياسية وسط شيعة علي, بعد أن قرر قائد فيلق العفالقة وسط شيعة علي, الدوني مقتدى الصغير, دعوة فرسان جريمة التعريب من شيعة علي في كركوك, للعمل تحت قيادة ( الجبهة العربية) المدعومة من حثالات العفالقة من مجرمي الحويجة وتكريت وسامراء والرمادي؟!

هل حقا أن ذلك يدخل في إطار الدفاع عن شيعة علي؟! لو كان الأمر كذلك, ترى لماذا كل هذا الحماس الغريب للنذل مقتدى الصغير ,في معادة الكورد, مع تقديم كل ما هو مطلوب لتبرير جرائهم حثالات صدام ضد شيعة علي في مدن الفرات والجنوب العراقي؟! 

لماذا وعلى شنو؟!

عن نفط كركوك؟! وهل ترى أن مدن شيعة علي, لا تعوم على بحيرات من النفط, تكفي لتحويل مناطقهم في الفرات والجنوب, إلى جنة الله على أرضه؟! وإذا كان الأمر يتعلق بالنفط, ترى ما الذي يدعو شيعة علي لخوض هذه المعركة الحاسرة في كركوك, عوضا عن العمل على استعادة أرض الأهواز, التي منحتها بريطانيا للشاه بعد اغتيال الشهيد الشيخ خزعل؟!

الشعب الكوردي وحتى الحجر في كوردستان, على استعداد للدفاع عن ما جرى تحقيقه من المكاسب منذ التخلص من سطوة نظام العفالقة الهمج, وفي مطلق الأحوال, وبالاستناد على السائد من موازين القوى اليوم, عراقيا وإقليميا وعالميا, الكورد لن يكونوا أبدا في موقع الخاسر, حتى وأن لم يستطيعوا تحقيق جميع تطلعاتهم في الوقت الحاضر, ترى لماذا إذن يغامر شيعة علي, بخسارة التحالف مع الشعب الكوردي, وبالتالي احتمال ضياع هذه الفرصة الـتاريخية المتاحة اليوم أمامهم , للعيش بحرية وبعيدا عن الجور والظلم الذي ظل يطاردهم ومنذ قرون عديدة من الزمن؟!

سؤال أتمنى, على كل من هو حريص حقا, على شيعة علي, مناقشته بضمير ووجدان, وقبل فوات الأوان! 

سمير سالم داود  16  آذار 2005

www.alhakeka.org

هامش : للصديق الذي دعاني للتوقف والكتابة عن الشيوعيين, ممن يزعمون زورا الأيمان بالماركسية وبالتحديد من جماعة ( و..لكن) ...والجواب ترى ما الذي يدعوني, إلى مناقشة من يعانون خطيه من الازدواجية, وبحيث تراهم يقشمورن أنفسهم, بترديد المألوف من التعبير, عن إيمانهم الذي لا يتزعزع بحق الشعوب في تقرير المصير, بما في ذلك حق الانفصال, شريطة أن لا يعني ذلك حق الشعب الكوردي في تقرير المصير, إلا حين يقرر هولاء الجهابذة, وبالنيابة عن الشعب الكوردي, أن الوقت صار مناسب, لممارسة هذا الحق, كما لو أن الشعب الكوردي ( معوق عقليا) وليس بمقدوره تقرير مصيره, دون عون هولاء العبقورات, الذين كشف خالي لينين, عن مؤخراتهم القومجية قبل ما يزيد على قرن من الزمن, والذين للعلم, وأقول ذلك من موقع التجربة, لا يختلفون, وكفيلكم رب العباد, في مواقفهم العروبية, عن موقف الدوني باقر إبراهيم الموووووووسوي والبربوك مادونا المرادي, وكدت أقول حشه كدركم ملكة جمال البطيخ, نادية فارس المدعوة اليوم مع وزير الثقافة العراقي, والعديد من المثقفين لحضور حفل افتتاح....و........اللهم أنعلك يا قلمي !