عن الموعود و...الملموس !!

 

قالوا : في إطار التبشير ببرنامج عمله, في حال نجاح قائمة الائتلاف العراقي, من الفوز بالأغلبية في الانتخابات, وتشكيل الحكومة الدائمة....الخ صرح السيد الحكيم, رئيس المجلس الإسلامي الأعلى, أن تطهير أجهزة الأمن والشرطة وأجهزة الدولة المختلفة من العفالقة سيكون من بين أبرز القضايا التي سيعمل جاهدا من أجل تحقيقها لضمان تحقيق الأمن وعودة الاستقرار للعراق ....الخ

ونقول: ياريت ومشكور سلفا مولانا, أن يجري بالفعل وحقا تحقيق هذه المطلوب من ضروري الهدف ,وبدون تحقيق ذلك سوف يظل كل ما تحقق وما يمكن أن يتحقق لاحقا, عرضة لخطر الضياع, أو توظيفه من أجل دوام تسلط عصابة العفالقة ( بثوبهم الأمريكي الشفاف برغماتيا) على مقاليد الأمور في الدولة والمجتمع ....ولكن؟!

ترى لماذا ممارسة الانتظار, وعدم المباشرة, بتحقيق هذا الهدف النبيل بكل معنى الكلمة, في مناطق نفوذ القوى الأساسية في وسط  شيعة علي, وبشكل خاص في مناطق الفرات والجنوب العراقي ورغم مرور ما يقرب العامين  على سقوط صدام؟!       

هل ترى مثلا كان من الصعب, العمل على مطاردة, وملاحقة عشرات الألوف من عتاة المجرمين, ممن أطلق أبوهم صدام سراحهم, عامدا متعمدا قبل شهور معدودة من سقوطه في ساحة الفردوس؟! ولماذا لا يزال هذا العدد الكبير آمن عتاة المجرمين, يسرحون ويمرحون في مناطق الجنوب والوسط, في حين أن مكانهم الطبيعي السجون أو القبور؟!

هل هناك من يمكن أن يمارس لعنة العناد,  وبحيث يتصنع الجهل, حول حقيقة أن معظم هولاء المجرمين, كانوا ينحدرون بالتحديد من  بغداد ومناطق الفرات والجنوب, ليس لعدم وجود قتلة وسفلة في تكريت وسواها من قلاع العفالقة التقليدية, وإنما لان عتاة المجرمين في قلاع العفالقة, ممن كانوا يمارسون كل ما يخطر على الذهن من البشاعات والجرائم ...الاغتصاب...السرقة ...القتل...الخ لم يكن هناك من يتجرأ أساسا, على اتهامهم والمطالبة بمحاسبتهم, لان ذلك كان يتعارض تماما, مع طبيعة النظام العفلقي وحيث يسود قانون السادة والعبيد في المجتمع! 

هل هناك من يجهل الدور القذر, الذي مارسه ولا يزال عتاة المجرمين على صعيد عمليات السرقة الخطف والقتل ...الخ ما تشهده مناطق الجنوب والفرات, ومنذ اليوم الأول من سقوط صدام؟! وهل كان بمقدور الإرهابيين تنفيذ جرائمهم في هذه المناطق بدون الاستفادة من تعاون هولاء العتاة من المجرمين والأنذال من العفالقة وسط شيعة علي؟! ترى ماذا حال ويحول دون, ملاحقة هولاء المجرمين, وبحيث يجري حجزهم مؤقتا ( بالحفظ والصون!) في السراديب, لحين عودة أجهزة الدولة للعمل من جديد بحق وحقيق, أو إرسال من يتصدى منهم لمحاولة اعتقاله إلى القبر مباشرة, لحماية الناس من شرورهم؟!

و....ترى من يتحمل المسؤولية عن عدم محاصرة عشرات الألوف من وكلاء الأمن والمخابرات وسط شيعة علي, رغم دورهم القذر للغاية, في الكشف عن من كانوا يمارس شرف معارضة نظام العفالقة الهمج, وإرسالهم بالتالي إلى حتفهم في أقبية التعذيب أو الموت بطيئا في سجون صدام؟!

هل ترى أن القوى السياسية الناشطة وسط شيعة علي, يعوزها ما يكفي من الوثائق والأدلة الدامغة, لمعرفة العفالقة الأوغاد في وسط شيعة علي, سواء من كانوا يعملون في أجهزة الأمن والمخابرات, أو في إطار عصابة فدائي صدام وشباب عدي, أو وكلاء حقراء للأمن يتظاهرون بعكس ما يضمرون ( تماما كما هو الحال اليوم!) من أجل محاصرة النشاط المعارض, حتى وأن كان لا يتعدي, صرخة وجع يطلقها أب مفجوع, جرى إرغامه على مشاهدة قتل فلذة كبده لرفضه المشاركة في حروب النظام؟!      

و...ماذا عن المئات من عملاء المخابرات الإيرانية, يعملون تحت غطاء المنظمات الخيرية والإنسانية في العديد من مراكز المدن في الجنوب العراقي, ومازال وجودهم يشكل ثغرة خطيرة, جرى ويجري توظيفها من قبل قارعي طبول الحرب من عفالقةماما أمريكا لمحاصرة شيعة علي وتهميش دورهم السياسي, وحتى التهديد بالعودة إلى مهاجمتهم , تماما على النحو الذي ظل عفالقة صدام, يمارسونه لغاية سقوط صدامهم الزفر, قبل ما يقرب العامين من الزمن!

السؤال: هل يمكن حقا المباشرة ومنذ ألان, بتوزيع الملبس والحلويات, للتعبير عن الفرح والامتنان, بوعود السيد عبد العزيز الحكيم حول تنظيف أجهزة الأمن والشرطة ...الخ من العفالقة في حال ....الخ دون أن يجري ولغاية اليوم المباشرة, بتنظيف مناطق الفرات والجنوب العراقي, من عتاة المجرمين والعفالقة الأنذال ومرتزقة أطلاعات...الخ الأنذال الذين يريدون محاضرة شيعة علي بعار السموم الطائفية والتبعية لولاة الأمر في إيران؟!     

و...كفيلكم رب العباد, شخصيا قدر تعلق الأمر بالوضع في مناطق الفرات والجنوب, مع كل خطوة تضمن حماية المحرومين والمستضعفين وسط شيعة علي من الجور والاضطهاد, وما يضمن حقهم المشروع والطبيعي في العيش بحرية, والتمتع بما تحتويه مناطق تواجدهم من الخيرات, بعيدا عن كل إشكال العسف والقمع الذي عانوه ومنذ قرون طويلة من الزمن, وليس فقط في ظل العقود الأربعة الأخيرة من حكم الأوغاد العفالقة, ولكن العبد لله واحد عملي كلش ولا يحب كثيرا سالفة الوعود, ولا توزيع ملابس الفرح, قبل أن يشوف (الموعود) وقد تحول إلى ( ملموس) على أرض الواقع, خاصة تلك الوعود التي تقترن بسالفة في حال ....لان البعض من ( الحال) في علم الغيب, وقد يغدو (من المحال) تحقيقه بالفعل في كثير من الأحيان, وهذا بالتحديد ما كان يدعو  جدتي رحمة الله عليها ( وعلى من يستحق من أجدادكم) تردد دائما وبعالي الصوت: الحجي لا يودي ولا يجيب !!

سمير سالم داود 16  كانون الثاني 2005

www.alhkeka.org